الأحد، 26 أبريل 2009

أسباب و دوافع الحروب الصليبية

لاشك أن هناك مجموعة من الدوافع و الأسباب التي أدت إلى الحروب الصليبية و لا يمكن حصرها بالعامل الديني كما حاول البعض لأن واقع الأمر يشير إلى أن هذه الحروب كانت نتيجة لتفاعل عوامل متعددة، دينية و سياسية و اقتصادية و اجتماعية.

العامل الديني


فقد اختصت كنيسة روما دون غيرها بنقب البابا و من ثم سعت البابوية إلى توحيد كنائس الشرق و العرب تحت نفوذها، و لاحت الفرصة حين استنجد الإمبراطور البيزنطي ميخائيل السابع بالبابا جريجورى السابع يدعوه لإرسال حملة إلى الشرق لإنقاذ أسيا الصغرى من الأتراك السلاجقة الذين قهروا بيزنطة في معركة مانذكرت 1071م، ادعى البابا أوربان الثاني المعروف بتعصبه ضد المسلمين أن الحجاج المسيحيون يلاقون الاضطهاد و الأذى أثناء زيارتهم لبيت المقدس و اتخذ من ذلك ذريعة لحرب المسلمين، و لكن الوقائع تؤكد أن الحجاج النصارى كانوا يدخلون إلى الأماكن المقدسة بكامل حريتهم و أن النصارى كانوا إخوانا للمسلمين في اللغة و الوطنية و أن أصحاب الكفايات و المؤهلات منهم كانوا يشغلون مناصب رفيعة.

العامل السياسي

كان القانون الإقطاعي في الغرب الأوربي و بشكل خاص في فرنسا المحرك الأساسي للحروب الصليبية يعتمد على توريث الإقطاع للابن الأكبر فقط و بالتالي يصبح الأخوة الآخرين بلا إقطاع فأخذ بعض الأمراء الإقطاعيين الذين لا يرثون إقطاع يسعون للحصول على إقطاع جديد إما بالزواج من وريثة إقطاع أو بمهاجمة الأراضي المجاورة لهم فجاءت الحروب الصليبية فرصة لهم لتأسيس إقطاعيات كبيرة لهم في الشرق أو لإقامة كيانات سياسية لهم في أراضى المسلمين.

العامل الاقتصادي

كانت رغبة المدن الإيطالية ( بيزا و جنوة و البندقية و أمالفى ) في توسيع مجال سلطانها التجاري على حساب المسلمين من العوامل المحركة للحروب الصليبية حيث بحثت عن وسائل جدية مباشرة للاتصال بطرق التجارة الشرقية لشراء المنتجات الشرقية من الهند و الصين دون وساطة العرب المسلمين، هذا فضلاً من أن الأمراء الأوربيون كانوا يبحثون عن ثروات و أرض جديدة فكانت الأطماع متوجهة نحو الشرق حيث الكنوز و الثراء و التجارة و الذهب و الحرير و الجواري.

العامل الاجتماعي

حيث كان الناس العاديون في أوربا يعيشون في أوضاع مزرية من الفقر و تكرار المجاعات و الأوبئة التي فتكت بعشرات الآلاف في الفلاندرز و اللورين بفرنسا، و تعرضت الكثير من الأراضي الزراعية للخراب نتيجة لغزوات الفايكنج و الجرمان فقلت الأقوات في ظل زيادة السكان، بالإضافة إلى الحروب و المنازعات الإقطاعية التي أخلت بالأمن و عرضت أرواح الناس للهلاك و ممتلكاتهم للنهب فكانت الحروب الصليبية فرصة عظيمة لهم للخروج مما هم فيه من أوضاع اجتماعية سيئة.

هذه كانت اهم أسباب الحروب الصليبية و ان كانت هناك اسباب و دوافع أخرى
انتظرونا مع الدرس القادم